كتاب يحتوي ع عدة مقالات متنوعة

26/09/2022 - الساعة 01:21 PM

الرقي في التعامل مع كبار السن
أوصى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بتكريم كبار السن وخصوصاً الوالدين – في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية 
من ذلك قوله تعالى:
 ( إمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُمَا وقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً )
كبار السن هم كبار العقل وهم أهل الحكمة  وهم البركة ولهم  منا كل التقدير والاحترام هم من أنجبوا وربوا بدون دراسة  تربية بنيت على أسس ومبادئ يجهلها المتعلمين في هذا الزمن.
 ومن الواجب علينا تجاههم التقدير والحب والحنان والاحتواء لكبر سنهم ولمكانتهم ولفقدانهم الكثير من صحتهم  والأعمال التي كانوا يحرصون عليها والأدوار التي يقومون بعملها 
لذلك ليس فضلاً منا أن نعطيهم من وقتنا أو نقدم لهم ما يريدون دون أن يطلبوا.
 وأنا هنا أتحدث عن الأم والأب عندما يقل عطاؤهم وتضعف قواهم وربما يشعرون بالعجز وقلة الحيلة  وعدم الرضا 
طوال سنين طفولتنا ونحن نسمع عبارة «احترام كبار السن» بإستمرار من والدينا وحتى معلمينا إلى أن أصبحت محفورة في أذهاننا... 
ولكن مع مرور الوقت أصبحنا نتجاهلها ونتغافل عن أهم قواعد اتكيت التعامل مع كبار السن. 
لذلك واجب علينا تذكير انفسنا بهم بأن نكرمهم ولا نجعلهم يشعرون بأمر يثير غضبهم أو يكدر خواطرهم وتضيق صدورهم به؛ لأنهم قدموا وأعطوا وبذلوا الكثير والكثير 
في تربيتنا وتقديم ما نحتاجه رغم الظروف بل ويبخلون على أنفسهم لإعطائنا كل ما نريد  لكي نرضى ومنا من يسخره الله لهم ومنا من يصرفه عن ذلك.


قال الله عز وجل { ولا تقل لهما أف ولا تنهر هما }
البعض يفعل كل شيء من رفع الصوت وعدم تلبية رغباتهم  وحتى عدم الاستماع لهم والجلوس معهم والقيام على متطلباتهم  ويضن أنه لا يدخل في سياق تلك الآية 
{ ولا تقل لهما أف }.
الله عز وجل ذكر أهون شيء وهو الرد بأف فما بالك  برفع الصوت والرفض وعدم الاهتمام وغير ذلك؟
 فالحذر كل الحذر من الأمور التي تجعلنا ندخل تحت ضوء هذه الآية العظيمة
 ويدل ذلك على عظم أجر الوالدين ومكانتهم لذلك قرن الله عز وجل طاعته  بطاعة الوالدين  فهنيئاً لمن امتثل لأمر الله وجعل والديه تاج فوق رأسه .


 سأذكر فيما يلي بعض النماذج للوالدين وكيفية التعامل معهما «رحم الله من توفاهم وأمد الله في عمر من بقي» 
أولاً / هناك من كبار السن من يصبح عنيداً، وربما هي شخصيته كذلك ولكن مع مرور الزمن يشتد عليهم الحال ويصعب معهم التعامل وفي هذه الفترة يجب علينا مراعاتهم وعدم التذمر منهم والتغاضي عن تصرفاتهم التي ربما تكون غير مستحبة لنا وهم يرونها صحيحة  هنا لا بد علينا أن نتغافل ونحاول مسايرتهم وإرضائهم بما يناسب ادراكهم.
 ثانياً / هناك  من يفرق بين الأبناء والبنات بصورة واضحة  في التعامل والعطاء وأحياناً حتى في الحب.
 فمنهم من يتقبل الوضع، ومنهم من يضمره في قلبه، ومنهم من يفصح بذلك وفي جميع الاحوال علينا احتساب الاجر بهم و الصبر عليهم.
 ثالثاً / هناك من الوالدين من يكون جاحداً لكل ما يقدم له وهذه النقطة حساسة جداً ولن يوفق لها إلا من قذف الله 
في قلبه البر والطاعة والرضا  ومن يوفقه الله لذلك هنيئاً له فهو من الفئة البارة  والمطيعة  والسعيدة  في الدنيا والآخرة.

 وفي كلا الحالات لا بد علينا من الصبر وتحمل تصرفاتهم قد تكون هناك فروقات بين الأبناء والبنات من الآباء في تعاملاتهم وتصرفاتهم وعطائهم وأحيان حتى مشاعرهم  فلنحتسب الأجر من الله لأن طاعة الله مقرونة بطاعة الوالدين .

وهناك نقاط مهمة للتعامل مع هذه الفئة الغالية علينا:  
1/ إشباع غريزة الحب والعاطفة لديهم بالكلام الطيب  وانتقاء أجمل العبارات واحتضانهم بحب وحنان والإلتفــاف حولهم  فهذا يشعرهم بالعطاء والإحتــواء.
2/ احترام الأخوة والأخوات واحتوائهم لبعضهم 
وتفقدهم لأحوالهم  والتلطف قيما بينهم والصلة الدائمة لأن المحبة والود بينهم عامل مهم جداً للوالدين  
فلنحرص على ذلك بشدة لإدخال السرور على قلوبهم في حياتهم  وراحة لهم بعد فقدانهم.
3/ إعطائهم المساحة للقيام بأي عمل وعدم اشعارهم بأنهم غير قادرين.  
4/ الإبتعاد عن التقليل و الإنتقاص من أفكارهم وآرائهم و التعديل عليهم  لعدم اشعارهم بالعجز, وتقبل نصائحهم بصدر رحب 
5/ عدم  اظهار التعب والغضب والمشاجرة ورفع الصوت أمامهم  والحذر من التحدث بصوت منخفض
 بين اثنين محافظة على مشاعرهم وهذي نقطة مهمة.  
6/ مشاركتهم في آلامهم إذا اشتكوا من المرض  والتخفيف عنهم باسلوب لطيف
7/عدم نقل الأخبار المؤلمة والسيئة إليهم مراعاة لصحتهم النفسية. 
8/ ذكر أمجادهم لتعزيز الثقة بأنفسهم وسرد القصص 
والأمثال القديمة عليهم  تسعدهم وتجدد نفسياتهم. 
9/ تلطيف الاجواء لهم بأخذهم إلى مطعم أو حديقة والسفر معهم لكي لا يشعرون بأنهم ثقيلون على أبنائهم.
10/ التحدث معهم وانتقاء الألفاظ الحسنة في الحوار
 والإنصات لحديثهم حتى لو تكرر منهم  وعدم لفت انتباههم لكي لا يشعرون بذلك.
 11/ يجب اغلاق الجوالات بحضورهم وعدم الإنشغال بأمور ثانوية عنهم.
12/ الثناء الدائم لهم والمدح حتى لأصدقائهم فهذا له أثر عليهم ورفع لمعنوياتهم.
13/  احترام سنهم وعدم ازعاجهم بأمورنا و بالأحفاد في وقت راحتهم.
14/ تخصيص مبلغ اهداء  لهم لسد حاجتهم.
15/ لانجعلهم يلجؤون الى استلطافنا بسوء تعاملنا معهم. 
16/ مناداتهم بأحب الأسماء لهم.
16/ الابتعاد عن كشف وإظهار خصوصياتهم ومستلزماتهم الصحية وكل أمر لا يرغبون لأي أحد الاطلاع عليه  وهذا أمر مهم جد آ مراعاة لنفسياتهم. 
اتوقف هنا  لضيق المساحة ولو استطردت في ذكر الكثير والكثير لم أعطهم الجزء الكافي والوافي لجميل عطاؤهم اللامحدود.
ولكن أسأل المولى عز وجل أن يعنني وإياكم على طاعتهم ويرزقنا برهم.


182

المشاركة عبر: